20 عام على ذكرى انتفاضة النفق

0
815

كتب هشام ساق الله – لازالت ذكرى انتفاضة النفق في مخيلة كل من شهدوا تلك الأحداث العاصفة والتي راهن عليها الكيان الصهيوني بأنه كبل السلطة الفلسطينية باتفاقيات ومواثيق وان أي احد من رجالها لن يطلق النار بيوم من الأيام على أي من جنود الكيان وحدث ما لم يتوقعه احد حين انحاز الجندي الفلسطيني إلى جانب شعبه وقاتل ببسالة .

 

انتفاضة النفق لازلت اذكرها حين اندلعت كنت حينها برفقه عدد من الصحافيين الفلسطينيين عند ميدان الشهداء والذي كان يقال له من قبل قوات الاحتلال مفترق نتساريم يومها انطلق الشبان الفلسطينيين بحجارتهم ضد المحتلين الصهاينة انتصارا لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وإعلانا برفض أي من الحفريات الصهيونية تحت الحرم المقدس .

 

ما اشبه اليوم بالامس فنفس الظروف التي تعيشها مدينة القدس المحتله تتصاعد وتتشابه الاحداث ولكن شتان بين رد الامس ورد اليوم فالمستوطنين الصهاينه يهاجموا كل يوم باحات المسجد الاقصى ويحاولوا اداء صلاتهم الشيطانيه في باحاته هناك دعوه للمستوطنين لاقتحام المسجد الاقصى يحشدوا اليها .

 

بالامس أي قبل 19 عام ردت جماهيرنا على عبث الصهاينه واستشهد الشهداء والجرحى وقاموا بثوره النفق الذي تم حفره تحت المسجد الاقصى رغم تكبيلهم باتفاقات اوسلوا ومابعدها فاليوم المقاومه بكل مسمياتها مدعوه للانتصار للمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين وثاني المسجدين فالدفاع عن المسجد الاقصى هو عقيده ودين .

 

 

وسرعان ما تطورت الأحداث لتصل إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين الجنود الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في ملحمة بطوليه سقط فيها شهداء من أبناء الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية وأبناء حركة فتح اثبت فيها أبناء شعبنا أنهم رجال وعلى قدر المسؤولية.

 

امتدت تلك المواجهات والاشتباكات بالأسلحة والحجارة والمظاهرات التي امتدت على طول الوطن كله وعلى المحاور التي يتواجد فيها احد من قوات الاحتلال لعدة أيام متواصلة جن جنون الإحتلال على أثرها وأثبتت تلك الأحداث إن الأماكن المقدسة خطوط حمراء والمساس فيها يؤدي إلى تدمير لكل الاتفاقات ولكل المعاهدات .

 

ويومها أصيب في تلك الأحداث على امتداد الوطن الفلسطيني عشرات الصحفيين الفلسطينيين بجراح أثناء تغطيتهم لهذه الأحداث في كل مدن وقرى الوطن الفلسطيني المحتل وخاصة في قطاع غزه حيث أصيب العديد منهم بجراح وصل عدد المصابين إلى 20 جريح صحفي فقد أصيب يومها الصحافي زكريا التلمس ومجدي العرابيد ونجيب أبو الجبين وشمس عوده ( شناعه ) وآخرين .

 

أثبتت الأحداث صحة ما أراده الشهيد ياسر عرفات من توقيع اتفاقية أوسلو بنقل المعركة من خارج الوطن إلى داخل الوطن وهذا أول ما حدث حيث أدت هذه الإنتفاضة الكبيرة إلى بداية المواجهات والتي مهدت وأسست لانتفاضة الأقصى بعد سنوات قليله .

 

26 أيلول/سبتمبر 1996 انتفاضة النفق.

 

كان قرار حكومة التحالف القومي الديني اليمينية في إسرائيل بفتح النفق الممتد من أسفل الرواق الغربي للحرم القدسي إلى منطقة باب الفواغر احد أبواب المسجد الأقصى يمثل ذروة المعركة حول القدس ، واحد ابرز العوامل التي أخذت تتراكم بفعل احتدام المصالح الوطنية الفلسطينية وسياسة الإحتلال.

 

وفجر حدث فتح النفق الذي يبلغ طوله 488 متراً ويمتد حتى طريق الآلام ، انتفاضة شعبية فلسطينية تمثلت بأعمال احتجاج ومظاهرات سلمية ورغم ذلك سقط خلالها خمسة شهداء في مدينة البيرة في الضفة الغربية على يد قوات الإحتلال الإسرائيلي ، من بينهم ثلاثة جنود من قوى الأمن الفلسطيني، وأصيب المئات بجروح ، ومنذ ساعات الصباح الباكر ليوم الخميس الموافق 26/9/1996 .

 

خرج آلاف الفلسطينيين من المدنيين في مظاهرات احتجاجية ضد جنود الإحتلال الإسرائيلي في مناطق عديدة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة شارك فيها طلبة المدارس الذين نظموا مسيرات انطلقت نحو الحواجز العسكرية الإسرائيلية والى المستوطنات ، وواجهت الجماهير بالشعارات والهتافات الوطنية قوات الإحتلال ، وألقى المشاركون الحجارة تجاه قوات الإحتلال التي ردت بشكل عنيف بإطلاق النار على المتظاهرين من أسلحة مختلفة بالإضافة إلى استخدام الطائرات العمودية للتصدي للمدنيين العزل حيث استمرت في إطلاق النار لعدة ساعات.

 

وأسفرت أحداث هذا اليوم وما سبقه عن استشهاد 63 مواطناً، منهم 32 شهيداً في الضفة الغربية، و31 شهيداً في قطاع غزة. وتوالت الأحداث في يوم الجمعة 27/9/1996 وتجددت المظاهرات وسقط خلالها المزيد من الجرحى.